اولا انا ملقش مكان ممكن يوضع بية هذا الموضوغ غير هنا
مصــحف عثمـــان* بن عفـان*.. أهم مخطوط فى العالم والذى* يصل وزنه إلى* 80* كيلو جراماً* من الرق الكبير
مهمة إنقاذ وترميم للمصحف
من الآثار وخبراء المخطوطات استغرقت* 3* سنوات
بعد العيد يعود المصحف لمكانه* الأصلي من الســــــــيدة *.. لسيدنا الحسين
تحقيق بقلم*: حسـن عـلام
منذ حوالي ثلاث سنوات،* وفي حراسة أمنية مشددة من قسم الجمالية ومديرية أمن القاهرة،* ودعوا مصحف ثالث الخلفاء الراشدين* »عثمان بن عفان*«* رضي الله عنه ـ وسط تكبيرات المصلين،* وتصفيق المحبين لآل بيت رسول الله* وزغاريد أهل حي الأزهر البسطاء،* في موكب مهيب لمهمة مؤقتة إلي المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية الملحقة بمسجد السيدة زينب* (رضي الله عنها*) لتبدأ سلسلة من الإجراءات الخاصة بتوثيقه وترميمه وتصوير صفحاته* لأول مرة علي أقراص مدمجة* C.D* ويتولي أحد مراكز الأبحاث الإسلامية العالمية طبعه باعتباره أّهم وأقدم مصحف مخطوط في العالم*.
المصحف النادر والذي يصل وزنه إلي* 80* كيلو جراما،* وعدد صفحاته* 1087* ورقة من الرق الكبير،* ومكتوب بمداد بني داكن،* وبخط مكي يناسب القرن الأول الهجري،* والذي أصبح الآن مقصدا لضيوف مصر من كبار الشخصيات*.
هناك التباس بين المصحف الشخصي لأمير المؤمنين عثمان بن عفان*الذي استشهد وهو يقوم بالقراءة فيه،* وبين المصاحف التي كتبت أو نسخت في عهده،* وأطلق علي كل منها مصحف عثمان بن عفان*..
والمصحف الشخصي كان عليه آثار دمائه،* وحفظ في دار عثمان بالمدينة المنورة طوال العهد الأموي ثم اختفي،* أما المصاحف الأخري فبعضها كتب في منتصف عهد خلافته،* أي حوالي عام* 35* هجرية بعد نشوب خلافات حول قراءة القرآن الكريم*.
المصاحف العثمانية الأئمة
فكل فريق من المسلمين يقرأ بقراءة أحد الصحابة الذين جمعوا القرآن في عهد الرسول* ،* ثم اتفق رأي الصحابة بعد أن جمعهم سيدنا عثمان علي ضرورة أن يتوحد المسلمون في قراءة واحدة ومصحف واحد في كل الأقطار الإسلامية،* وعندما كتبت المصاحف بعد توحيدها في مصحف واحد أطلق عليها بالمصاحف الأئمة أو المصاحف العثمانية،* وقد اختلف علي عددها*.. هل كانت أربعة*.. أم ستة*.. لكن المتفق عليه أن المصاحف التي أرسلها أمير المؤمنين عثمان بن عفان* .
* إلي الأمصار تختلف عن مصحفه الخاص وهو الذي قيل إنه خطه بيمينه*.
والمصحف الحالي الموجود بالقاهرة هو نسخة من المصاحف الستة التي نسخت بأمر ثالث الخلفاء الراشدين،* وأرسل أربعة منها إلي الأمصار* وبقي اثنان بالمدينة*.
وكان هذا المصحف محفوظا في خزانة كتب المدرسة الفاضلية التي بناها القاضي الفاضل عبد الرحيم البياني العسقلاني في العصر الأيوبي،* ثم نقله السلطان الملك الأشرف أبوالنصر قنصوه الغوري آخر سلاطين الدولة المملوكية،* إلي القبة التي أنشأها تجاه مدرسته بقرب الأقباعيين داخل باب زويلة،* ونقل إليها أيضا الآثار النبوية الشريفة،* وعمل له* »جلدة*« خاصة به نقش عليها أنها عملت بعد كتابة المصحف العثماني بثمانمائة وأربعة وسبعين عاما،* أي أنها صنعت سنة* 909* هـ،* وظل محفوظا بها لمدة ثلاثة قرون*.
وفي عام* 1305هـ استقر المصحف والجلدة،* والآثار النبوية الشريفة بعد نقلها إلي مشهد الإمام الحسين* .
لكن مصحف عثمان الموجود داخل* »فاترينة*« بغرفة المخلفات الشريفة لرسول الله* بالمشهد الحسيني طوال هذه السنوات الطويلة،* قد أصابه بعض الوهن،* وبدأت رائحة* (غير مستحبة*) تنبعث منه،* خاصة أن الغرفة النبوية* غير مكيفة،* وأصبح هذا المصحف النادر في حاجة إلي عناية خاصة وترميم وتوثيق للمحافظة عليه*.
قرار جريء لزقزوق
* ومن هنا جاء القرار الجرئ والحازم للمفكر الإسلامي الكبير الدكتور* محمود حمدي زقزوق* (وزير الأوقاف والشئون الإسلامية*) بضرورة إنقاذ هذا المخطوط المتفرد،* عندما قامت مجموعة من الفنيين من المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية* (الملحقة بمسجد السيدة زينب*) وبرئاسة الكيميائي القدير خلوصي محمود خلوصي المشرف العام علي هذه المكتبة،* بالإضافة إلي المسئولين بمديرية أوقاف القاهرة،* ومسجد الإمام الحسين،* ورجال الأمن من قسم الجمالية ومديرية أمن القاهرة،* وفي موكب مهيب تم نقل المصحف والذي تحتضنه* »فاترينة*« تراثية من* غرفة مخلفات الرسول* بالمشهد الحسيني وذلك بعد تغليفه بعناية فائقة،* كان ذلك صباح يوم الأربعاء الموافق* 22* فبراير عام* 2006،* حيث خرج المصحف من المسجد وسط حراسة أمنية مشددة،* وتهليل وتكبير المصلين ومرتادي المسجد،* وزغاريد المحبين من آل البيت أهالي منطقة الأزهر* والحسين،* حيث وضع هذا الكنز الثمين في سيارة من سيارات الشرطة،* وتوجه الموكب إلي مقر المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية القابعة في ملحق بمسجد السيدة زينب*..
مهمة إنقاذ وتوثيق
تسلمه المسئولون هناك لتبدأ مهمة إنقاذ وترميم وتوثيق وتصوير لأول مرة للمصحف منذ أن كان محفوظا في المشهد الحسيني منذ* 1305هـ،* أما تاريخيا فيعتبر أول توثيق للمصحف قام به السلطان قنصوه الغوري عندما صنع له حافظة مذهبة مدون عليها أن المصحف تم تجديده بعد مضي* 874* سنة علي كتابته،* أي أن الحافظة صنعت سنة* 909هـ*.
وقد تشكلت لجنة علمية لتجهيز المصحف من المجلس الأعلي للآثار والفنيين بالمكتبة برئاسة الكيميائي خلوصي محمود خلوصي المشرف العام علي المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية*.
* لحفظه في* »فترينة*« عرض بداخلها* غاز* »الهليوم الخامل*« أسوة بحفظ المومياوات الملكية في متحف الآثار المحفوظة في* »فترينات*« غاز النيتروجين،* ولكن وجد أن* غاز* »الهليوم*« أكثر خمولا من* غاز النيتروجين،* ثم بعد تجهيز هذه الفترينة الأنيقة من المنتظر أن يعود مصحف ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان* إلي مقره الأصلي بالمشهد الحسيني وذلك بعد عيد الفطر المبارك،* بل وتجري الآن دراسات مستفيضة من كل الجوانب* لإمكانية عرضه علي الجمهور،* وهذه مجرد فكرة تخضع للبحث والدراسة،* لأنه بعد عودة المصحف* لغرفة المخلفات النبوية الشريفة لايراه إلا كبار الشخصيات الذين يزورون مصر من ملوك ورؤساء وحكام وأمراء ووفود رسمية،* والذين* غالبا ما يبدون* رغبتهم لرؤية المخلفات النبوية الشريفة في الجناح الملحق بمسجد الإمام الحسين ومصحف سيدنا عثمان ضمن هذه المخلفات*.